تحذيرات أممية من تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف النساء
تحذيرات أممية من تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف النساء
في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على تأثير التكنولوجيا المتقدمة على سوق العمل، أصدرت منظمة العمل الدولية تقريرًا مهمًا يشير إلى خطورة الذكاء الاصطناعي على وظائف النساء.
يأتي هذا التقرير في وقت يشهد فيه العالم تطورًا سريعًا في مجال الذكاء الاصطناعي وتبنيه في العديد من الصناعات والقطاعات.
يعد الذكاء الاصطناعي تحديًا كبيرًا يواجه النساء في سوق العمل، حيث يتوقع أن يؤدي إلى تغييرات هيكلية في الوظائف وفقدان بعض الفرص الوظيفية التقليدية التي تعتبر المرأة قد حققت تقدمًا فيها خلال العقود الماضية.
وتعزز المنظمة حذرها بشأن الوظائف التي تتطلب مهارات تقليدية قد يتم استبدالها بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ومن المهن التي تعرضت للخطر، يمكن ذكر الوظائف الإدارية المكتبية والتجميل وبعض الوظائف الإنتاجية التي تعتمد على المهارات الروتينية والميكانيكية.
القيام بالعديد من المهام
ويعزو التقرير هذه التهديدات إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على القيام بالعديد من المهام بشكل أفضل وأسرع من البشر، وهو ما يجعل الشركات وأصحاب العمل يفضلون استخدام التكنولوجيا بدلاً من القوى العاملة البشرية التقليدية.
ولكن يجب أن يُلاحظ أن التقرير أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح أيضًا فرصًا جديدة للنساء في سوق العمل، فيمكن للتكنولوجيا المتقدمة أن تعزز مرونة العمل وتمكين النساء في القطاعات الناشئة والوظائف الخلاقة التي تتطلب مهارات تحليلية واتصالات فعالة.
وتمثل النساء والفتيات نصف سكان العالم، وبالتالي نصف إمكانياته، والمساواة بين الجنسين، إلى جانب كونها حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، أمر ضروري لتحقيق السلام في المجتمعات وإطلاق إمكانيات المجتمع الكاملة.
وعلاوة على ذلك، فقد ثبت أن تمكين المرأة يحفز الإنتاجية والنمو الاقتصادي.. ولسوء الحظ لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه لتحقيق المساواة الكاملة في الحقوق والفرص بين الرجال والنساء، كما تحذر هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
“جسور بوست” ناقشت وضع عمل المرأة في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، وما يجب فعله لتفادي تأثيراته السلبية عليها.
وضع المرأة قبل الذكاء الاصطناعي
في تقرير لها، ذكرت الأمم المتحدة أن رئيسة قسم النوع الاجتماعي والمساواة والتنوع في منظمة العمل الدولية شونا أولني، قالت: "لقد فشل العالم في مساواة عمل ودخل المرأة وظروف العمل مع الرجل"، فيما أبرزت التقدم المحرز في مجال التعليم ووفيات الأمهات. ورغم الأهمية القصوى لنوعية الوظائف فإنه -وفقا لما ذكرته أولني- تعمل نصف النساء في العالم بأجور أقل بثلاثة أرباع مما يكسبه الرجال، بالإضافة إلى مسؤولياتهن المنزلية.
ووفقا لأولني، فإن العنف في مكان العمل وتدني تمثيل المرأة في المناصب العليا من القضايا البارزة الأخرى التي تحتاج إلى معالجة.
وفي ما يتعلق بالوضعين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة، أشارت إلى أنه لا ينبغي أن تبرر التقاليد الثقافية والظروف الاقتصادية التمييز والانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان الأساسية “توفر اتفاقيات منظمة العمل الدولية حول المساواة ومعالجة التمييز، واللامساواة في الأجور عن العمل ذي القيمة المتساوية، وحماية الأمومة والتدابير المتعلقة بالعمل والأسرة، بما في ذلك الحصول على إجازة الأمومة/الأبوة، وكذلك الجودة وخدمات الرعاية الاجتماعية لأفراد الأسرة المعيلين، وخارطة طريق للعمل”.
وقالت: "تعزيز الوظائف اللائقة للمرأة أمر حيوي"، مشيرة إلى أن "الهدف الخامس قابل للتحقيق.. الأدلة متوفرة وكذلك الالتزامات.. لقد حان الوقت لاتخاذ الإجراءات اللازمة والاستثمار في المرأة".
التأهيل ليس رفاهية
وعلق أستاذ القانون الدولي، الدكتور مصطفى السعداوي بقوله: من شأن تلك الدراسات توضيح وضع المرأة وأنه سيتأثر بالذكاء الاصطناعي، وإذا أضفنا أن عمل المرأة بالفعل متأثر بعوامل أخرى عديدة فإن تلك الدراسة تشير إلى تدني فرصها أكثر مما يُنذر بالخطورة، وعليه فيجب اتخاذ خطوات عدة لمساندة المرأة لمواجهة تلك التحديات، منها إعادة تأهيلها، مع ضرورة تطوير استراتيجيات شاملة لتأهيل النساء وتعزيز مهاراتهن لمواجهة التحولات السريعة في سوق العمل، ويجب أن تتضمن هذه الاستراتيجيات توفير فرص التدريب والتعليم المستمر للنساء لتطوير المهارات التقنية والابتكارية التي تعزز فرصهن في سوق العمل المتغير.
وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": قانونًا يجب على الحكومات والأفراد تشجيع وتعزيز المشاركة النسائية في صناعة التكنولوجيا وتطوير السياسات التي تعزز التكافؤ بين الجنسين في ما يتعلق بالفرص الوظيفية والترقيات، أيضًا ضرورة اعتماد نهج شامل لتطوير السياسات والتشريعات التي تحمي حقوق العمال النساء في ظل التحولات التكنولوجية، يتضمن ذلك ضمان المساواة في الأجور وتوفير بيئة عمل آمنة وصحية وحماية حقوق العمل والاستفادة من التكنولوجيا بطرق تعزز العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين.
الدكتور مصطفى السعداوي
وأتم: يعد تقرير منظمة العمل الدولية إنذارًا مهمًا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف النساء، ويتطلب التحول التقني السريع إدراكًا وتحركًا سريعًا للتأكد من أن النساء لا يتأثرن سلبًا وأن الفرص المتاحة تعزز التكافؤ والتقدم للنساء في سوق العمل المستقبلي.